بطل حرب
شاعر
كاتب

قُدّر لسمير طحان أن يلتقي بالموت لبرهة. سرعان ما انتهى اللقاء تاركاً خلفه كاتباً جعل من كلماته صوتاً أقوى وأبقى من ذاك اللغم الذي أفقده يديه وعينيه..

معلومات عامة

سمير طحّان ظاهرة غريبة في عصرنا ..أدبية علمية شعرية نثرية فلكية وموسوعة في أنواع الطبخ … يقول : هناك عاملان ثابتان وعامل متحوّل : فيوم ميلادك يوجد روحك ويكشف طبعك الأساسي،وساعة ميلادك توجد الأرواح التي تتآثر بك ، ثم عمرك يكشف طبيعة المرحلة التي تعيشها الآن والتي تتغير كل أربع سنوات ..من ” كتاب أرواح تائهة ” مرّ الآديب سمير طحّان بمراحل عديدة في حياته تناوبت ما بين الفرح والحزن الشقاء والسعادة الحب والخيانة البكاء والسعادة لا يمكن أن نشبهه بإنسان عادي لأنه بالمجمل لم يكن قط عادياً بالمطلق ،،العديد من الأشخاص كان لهم في حياته منحاإيجابياً زاددت من عبقريته ربما … واذكر على سبيل المثال لا الحصر السيدة أو يمكن اعتبارها من قديسات هذا العصر ليلى خياط طحان زوجة اخ الأديب سمير طحان التي كان لها دوراً إنسانياً متميزاً فاق الوصف فكانت له أحياناً الام الحنونة والصديقة وأغلب الاحيان الممرضة وخصوصاً بعد الكوارث الكثيرة التي صادفها في حياته … أحبك لزاماً اقتحاماً وألتحاماً أحبك طوعاً أختارك نوعاً أروع من كل الأنواع من القمة إلى القاع مقتطفات من كتاب أحبك للشاعر سمير طحان ولد الاديب عام ١٩٤٧في قرقيزيا البُصيرة مصب نهر الفرات من أعمال دير الزور درس في معهد الأرض المقدسة للآباء الفرنسيسكان في حلب وبدأ بتعلم اللغتين العربية والفرنسية واتبعها الانكليزية وبدء بتدوين بعض ما كان يسمعه من أدب شفوي ويكتب الأقاصيص والتمثيليات القصيرة ثم بدأ يكتب المنظوم والمنثور .. تعلم الفلسفة العربية والغربية ولاهوت الأديان الحية وفنون تخريم الخشب والنحت والرسم والخط العربي واللاتيني .. نال شهادة في الأدب الانكليزي في جامعة دمشق ،.

درّس مادتي اللغة العربية والديانة ، رحل إلى لبنان وعمل في الجامعة اليسوعية في بيروت وعمل في الصحافة كان يكتب باسم نسيب الشحيني وتتلمذ على يد يوسف الخال . بعد عودته إلى سوريا وألتحق بخدمة العلم وتخرج من مدرسة الهندسة العسكرية نقّاباً لغّاماً أخصائياً بالمتفجرات وآفرز للخدمة في الجبهة السورية عام ١٩٧٠انفجر به لغم كان يزرعه فآودى بيديه وببصره وبعد محاولات يائسة استؤصلت عينه اليمنى ،فآرسلته وزارة الدفاع إلى مدريدوبعد سلسلة من العمليات في عينه اليسرى ،زرع له البروفسور ألفريد دومنيغز قرنية اصطناعية ،فاستعاد جزءاً طفيفاً من بصرذعينه اليسرى المتبقة، وزرع له البروفسور تابيا الإبن طبلة في الأذن ،وكان قد بدأ يرسم برسغيه عن طريق فمه ما سبب له إجهاداً أدى إلى شلل عارض في عصب وجهه ،فاندفع غاضباً ومزق كل ما رسمه لكن راهبة اسرعت وانقذت ستين رسماً…..من هنا تبدأ مرحلة جديدة وقصص مشتعلة نسردها لكم تباعاً .. من مؤلفاته : الحالات – أحبك – أرواح تائهة نساء في امرأة – مجمع العمرين – رزنامة حلب – الغسطريوم – سريون وظواهر وجد بن وجدان ..والكثير الكثير من المؤلفات …والمخطوطات التي لم تنشر بعد والمؤلفات التي تم سرقتها من قبل السيدة حرمه ….ولنا معها قصة ووقفة . جمع المواد ماريا كبابة.

سمير طحان.. “قلعة حلب الثانية”

ولد سمير طحان في مدينة حلب، العام 1947، ومنذ مرحلة الطفولة استهوته الكتابة، فكان يوثق في دفاتره كل ما يسمعه من أمثال وأغانٍ وقصص؛ وفي مرحلة لاحقة بدأ يكتب تمثيليات قصيرة لنادٍ كان قد أسسه مع أصدقائه، إلى جانب اهتمامه بالشعر؛ وعندما نال الشهادة الثانوية في معهد الأرض المقدسة، في حلب، كان يتقن العربية والإنكليزية، وتعلَّم الفلسفتَيْن العربيّة والغربيّة، ولاهوت الأديان الحيّة، وفنون تخريم الخشب والنحت والرسم والخطّ العربي واللاتيني، على يد المعلّم برناردس أوهان الفرنسيسيّ . رحل طحان إلى لبنان، وعمل في الجامعة اليسوعية في بيروت، وكان ينشر ما يكتبه باسم الصحافي اللبناني نسيب الشُّحَيْني، وهناك تتلمذ على يد الشاعر يوسف الخال الذي اطَّلع على كلّ ما كتبه، كما تعرَّف فيها على شخصيات أدبية وفنية، حيث التقى بعاصي الرحباني والأخطل الصغير وغادة السمان.


حادثة أليمة

في نهاية الستينيات، عاد إلى سورية والتحق بخدمة العلم، وتخرّج في مدرسة الهندسة العسكرية مختصاً بالمتفجّرات، ثمّ أُفرِز للخدمة في الجبهة، وهناك انفجر به لغم كان يزرعه في مشروع تدريبي، ما أودى بعينيه ويديه، فأُرسل للعلاج إلى إسبانيا وروسيا، وتمكَّن من أن يستعيد سمعه الذي فُقد نهائياً جرّاء دويّ اللغم، غير أن أذية العينين والأطراف كانت عصية على الترميم أو الإنقاذ، ولكنه في هذه الرحلة العلاجية تعلم اللغتين الروسية والإسبانية، فكان كتابه الشعريّ الذي حمل اسم “فيلاس دي التيميرا”، وهو عبارة عن رحلة شعرية بالإسبانية، ترصد حركة العناصر والكائنات عبر أطوار السحر والفلسفة والعلم. أرّخ طحان للحادثة الأليمة في حياته في ديوان “ولاويل بردى”، وهي مجموعة قصائد تبحث في مشكلة الفقدان (فقدان الأطراف) كتبها في مشفى المزة العسكري، بعد الانفجار مباشرة نتيجة إصابته المستديمة التي دفعته إلى ابتكار طريقة مبسطة لتدريس اللهجة السورية الدارجة للأجانب من خلال منهاجه الشائق الذي حمل عنوان “أنا بحكي عربي سوري دارج”، والذي يتألف من كتاب مطبوع وثلاثة أشرطة تضم 30 درساً تُعطى خلال 60 يوماً .


الشهيد الحي

حادثته الأليمة جعلت منه كاتباً يدوّن أحاسيسه ومشاعره وتجاربه بلغة خاصة به أهَّلتْه فعلاً ليكون الشهيد الحي وقلعة حلب الثانية، كما لقبه الرئيس حافظ الأسد بعد حادثة اللغم بـ “قلعة حلب الثانية. حول أثر محنته على تجربته الإبداعية، يقول: “العلم كنز في الرأس، و(ألف عيب في الأساس ولا عيب في الراس) – كما يقولون في الأمثال الشعبية.. أرى أن للعلم ثلاث قوى: قوة الخلق وقوة الإفهام وقوة التعزية، وبهذه القوى الثلاث، أي الإبداع والحكمة والفن، قهرتُ محنتي، فرضيتُ بها، وبذا رضي من حولي بها أيضاً”. وبنبرة واثقة، يقول أيضاً: “أنا أحب الحياة بكل ما فيها من مآسٍ، ومن يحب الحياة يحب المتعة، ومتعتي تقوم على المعرفة والعلم، ولا أضيع اليوم الذي يمر بي من غير أن أطلع وأنتج، لقد تحولت محنتي إلى تجربة جديدة أصبُّ خبراتي في حياتي العملية والكتابية فيها”، مبيناً أن العمى والإعاقة وحمل هذين الثقلين احتاجا منه إلى تنظيم دقيق وتركيز تام ما أكسبه عقلانية مكَّنته من السيطرة على ردود فعله، إذ صادف ما هو أثقل من العمى والإعاقة: “لقد روّضت نفسي على امتصاص الصدمات، وعلى تحويل الانفعالات إلى أفعال”..


كتبه

لسمير طحان ما يقارب عشرين كتاباً مطبوعاً ومترجماً، منها :”الرزنامة”، في 750 صفحة، ويسلط الضوء فيه على التراث الشعبي، في حلب، بمختلف ألوانه ليكون ذاكرة شعبية، وقد وضعه بالاشتراك مع شقيقه مروان طحان، ورصدا فيه كلَّ ما يتعلق بالتراث الشفوي الحلبي من ممارسات يومية ومرويات وقصص ومعتقدات ونكات ومواقف . وفي مقدمة الكتاب، يوضح الكاتبان مفهوم “الرزنامة”، التي هي عبارة عن ذاكرة شعبية تحفظ وقائع السنة يوماً بيوم. وقد اعتمد المؤلفان في تأليف هذه الموسوعة على مصدرين أساسيين: رزنامات الطوائف المسيحية في حلب، وبالذات رزنامة الروم الكاثوليك التي تفرد لكل يوم ورقة، تذكر في وجهها الأول عيد قديس اليوم أو التغيرات المناخية الثابتة مثل المربعانية أو السعود، وتذكر في وجهها الثاني نكتة أو مجموعة أمثال شعبية، وثاني مصادرهما الجامدة مطبوخ الأرمن، وهي نشرة أرمنية سنوية تصدرها رهبنة الآباء المختارين في إيطاليا وتتناول حالة الطقس في حوض البحر الأبيض المتوسط، ويؤمن بها المزارعون على اختلاف أديانهم لأنهم في ضوء معلوماتها ينجزون زراعتهم، وثالث مصادر المؤلفين الجامدة مجموعة مخطوطات سمح أصحابها بالاطلاع عليها شريطة عدم ذكر أسمائهم أو عناوين مخطوطاتهم. ويشير المؤلفان أيضاً إلى تجنبهما تكرار ما أورده الباحثان خير الدين الأسدي ويوسف القوشقجي إلا في ما اضطرا إليه، لأنه من صلب البناء الهيكلي للرزنامة. وأما مصادرهما الحية فهي الناس الذين كانوا ومازالوا وسيظلون مصادر أغلب كتب التراث الشفهي . ويختمان بالقول: للأدب الشفهي ثلاث خواص، أولاها الحرية في التعبير، وثانيها الحرية في التفسير، وثالثها الحرية في التطوير، وهذه الحريات الثلاث تُكسب الأدب الشفهي قوة التأثير وطاقة الاستمرار وقدرة الإفادة . وهناك كتاب “سريون”، ويقع في 311 صفحة، وهو مجموعة نصوص أسماها الكاتب “مزامير سورية”، وعددها 150 مزمورا، و”مراثي حلب” وهي مراثي إرميا التي فتن بها الكاتب، العام 1962، وأعاد كتابتها بعد إحراقها للمرة الثانية، وعددها خمس . أما “الحالات” فهي رواية في أصوات، وشكل جديد في الرواية العربية والعالمية، وهذه الرواية عبارة عن أناس ينقلون آراءهم، ومن خلال هذه الآراء تعرض الأحداث دون أن يكون هناك سرد أو وصف، وتدرس الرواية في باريس تحت اسم “رواية في أصوات”. وله أيضاً “هناهين قويق”، و”الحكواتي الحلبي” (1981)، و”القصاص الحلبي” (1982)، وقد قامت أندريا روف بترجمة العملين إلى الإنكليزية، وصدرا في جامعة تكساس أوستن تحت عنوان “حكايات شعبية من سورية”، كما كانت له مشاركات شعرية مغنّاة من خلال بعض أعمال المطربة السورية ميادة بسيليس، أو عبر شارات أعمال درامية مثل “أيام الغضب”، و”إخوة التراب”، و”هوى بحري”، و”نساء صغيرات”، و”أبناء القهر”، ومسلسلات أخرى


أحلام ممكنة

وعن أحلامه التي لم تتحقق ويريد تحقيقها، يقول طحان: “يتعس الإنسان إذا حلم أحلاماً مستحيلة، ويهنأ إذا حلم أحلاماً ممكنة. وأحلامي كلها أحققها لأنني أقيس رغباتي بمقياس قدراتي، وأقيس أمنياتي للآخرين بمقياس طاقاتهم”. كما يرى طحان أن للإبداع شروطاً خاصة بعيداً عن الموهبة والوحي، وعن ذلك يشرح: “الإبداع هو المخبر الذي غلب الموهبة، ولم يعد الإبداع أن يجلس الشخص لينتظر مزاجيته، أو أن ينتظر الكاتب والفنان الظروف المناسبة حتى تأتيه، أو حتى يؤمّن لنفسه أجواء خاصة به، واعتبر ذلك تخلفاً وتقهقراً”، فالإبداع برأيه عملية قصدية، لذلك لا بد أن يكون الفرد جاهزاً للعملية الإبداعية، ولا ينتظر أن يأتي الوحي لأنه يؤمن بجهد الإنسان، لأنه عملية مران واكتساب وممارسة ودراسة وتمحيص وغربلة بعيداً عن شياطين الأدباء. وعن أعماله، يقول: “أنا مثل بيكاسو، كل أعمالي سيرة ذاتية، وصممت أن أطعّم الذاكرة الشعبية بذاكرتي الفردية وذاكرات من حولي من باب تخصيص العام وتعميم الخاص”.

‘ سمير طحان يرى بالعين الثالثة!.’

ID PAGE