خيرات الوطن‎

هل الذين هاجروا من سوريا أكلوا من خيراتها ومن ثم تنكروا لها؟؟؟؟

لحظات مع سمير طحان

قال الرئيس ألأمريكي الأسبق جون كينيدي

لا تسأل ماذا أعطاك وطنك بل إسأل ماذا أعطيت أنت لوطنك

ولقد درس الباحثون قول كينيدي هذا وقسموا المواطنين إلى ثلاثة أقسام

١ قسمٌ أعطاهم وطنهم أقل مما أعطوا هم لوطنهم

ويندرج تحت هذا القسم

ضحايا القوات المسلحة من الجيش والأمن العام وضحايا الحروب وصغار الموظفين و المستخدمين والكادحين من عمال وفلاحين والصنايعية من أصحاب المهن وكل ذوي الدخل المحدود وأساتذة المدارس والمعاهد والجامعات…………. 

٢ قسمٌ أخذوا من وطنهم قدر ما أعطوا هم لوطنهم

ويندرج تحت هذا القسم أصحاب المعامل الصغيرة والمتاجر الصغيرة وأصحاب المناصب المتوسطة والأطباء المخلصين لِقَسَمِهم الطبي والموظفين الشرفاء ………. 

٣ قسمٌ أخذوا من وطنهم أكثر مما أعطوا هم لوطنهم

ويندرج تحت هذا القسم الملوك والأمراء ورؤساء الجمهوريات ونوابهم ورؤساء الوزراء ووزراؤهم وكبار ضباط الجيش والأمن العام والنواب و القضاة والمحامون وكل ذوي المناصب العليا وكبار المصنعين وكبار التجار وكبار المزارعين وكل المتنفذين من ذوي السلطة وأتباعهم ورجال الدين والأطباء الدجالين وتجار العلم وتجار الصحة وتجار السياسة وأبواق السلطة من صحفيين ومذيعين وكتاب وشعراء ومطربين و مخرجين ومنتجي مسلسلات وفنانين ……….

وكم سمعنا من قصص وحكايات عن محامين وقضاة استقالوا قرفاً من فساد القضاء 

يمكن إعتبار القسم الثالث هم الذين أكلوا من خيرات وطنهم ثم تنكروا له والأمثلة على ذلك كثيرة فمنذ قليل وبعد الحرب الطائفية السورية صادرت المحاكم الفرنسية الأموال المنقولة وغير المنقولة لرفعت الأسد وحكمت عليه بالسجن لأنها بعد التحقيق تأكدت من أن أمواله هي أموال الشعب السوري وقد سرقها المذكور من الشعب السوري ظلماً وعدواناً وما نزال ننتظر محاكمة عبد الحليم خدام وغيرهما الكثير من الذين يعرفهم الشعب السوري ويذكرهم ولا ينساهم لأن المظلوم و المقهور و المسحوق لا ينسى من ظلمه وقهره وسحقه وينتظر اليوم الذي تتم فيه محاسبة ظالمه ومعاقبته

أمّا القسم الأول والثاني فهم المظلومون والمسحوقون الذين يبحثون عن لقمة العيش الكريم والذين لا يهمهم سوى مستقبل أولادهم والذين يهاجرون كرهاً وغصباً لينقذوا أنفسهم وعيالهم من الموت والخوف والرعب والخطر ويبحثون عن الأمان ويعيشون في مهاجرهم تملأ قلوبهم الأحزان ويحملون في عقولهم هموم الأوطان

وقد برر أحد الباحثين أن هجرة أي مواطن من مواطني الأقسام الثلاثة هي هجرة نابعة عن ذكاء مستقبلي بقوله

أن تذوب في مجتمع حضاري في دولة ديمقراطية تعترف بحقوق ألإنسان ويصبح أولادك وأحفادك من حملة شعلة المدنية خير من أن تبقى في مجتمع دكتاتوري يأكل ويهضم حقوقك فيصبح أولادك وأحفادك من حملة لواء الهمجية والتخلف والرجعية

وقال أجدادنا مثلاً بصيغٍ كثيرة أذكر منها :

العازة والفقر بالوطن غربة والإكتفاء والغنى في الغربة وطن

الظلم والقهر في الوطن غربة والعدل و الإنصاف في الغربة وطن

العبودية والذل في الوطن غربة والحرية والعز والكرامة في الغربة وطن

هذا وإننا ننتظر أن تقوموا بإغناء وإثراء موضوعنا هذا بآرائكم السديدة ونظراتكم الثاقبة

وتحية لكل فرد منكم لأن كل واحد منّا أجمعين يحمل في قلبه أطناناً من الهموم والآلام.

سمير عارف طحّان

مع تحيات آل طحان